كيف تبني فريق SOC قوي

مركز عمليات الأمن السيبراني SOC جميل حسين طويلة

الحقيقة التي لا يمكن إخفائها أو التغاضي عنها هي أن الهجمات سيبرانية ستحدث لا محالة ولا يوجد نظام آمن بشكل مطلق والنظام الذي يبدو محمياً اليوم سيكون معرض للخطر غداً.
لكن ماذا لو كان لديك فريق مجهز بالكامل لمواجهة هذه التهديدات؟ فريق يعمل بتنسيق مثالي ويدير الأدوات والعمليات والقرارات بسرعة ودقة لصد الهجمات بشكل فعال، ما الذي يجعل هذا الفريق قادراً على الحفاظ على أمان منظمتك رغم كل المخاطر؟
الجواب يكمن في ثلاث مكونات أساسية، إذا تم تنسيقها بشكل صحيح، تصبح خط دفاع فعال يحميك من أي تهديد. فما هي هذه المكونات التي تجعل فريقك لا يُقهر؟
تابع القراءة لاكتشاف استراتيجات بناء فريق عمليات أمن سيبراني SOC فعال ولتتعرف على مكونات هذا الفريق: “الأشخاص”، “العمليات”، و”التكنولوجيا” ودور كل منها في الحماية الفعالة والتعامل مع التهديدات المستمرة.

ما الذي يجعل مركز عمليات الأمن السيبراني SOC ناجحاً بالفعل؟ الإجابة تكمن في ثلاثة مكونات أساسية تُعرف بمفهوم “ثلاثي النجاح” أو People, Process, and Technology — الأشخاص والعمليات والتكنولوجيا.
هذه العناصر تمثل “مقعد ثلاثي الأرجل” ولا يمكن أن يعمل مركز SOC أو ينجح بدون أحدها

أولاً: الأشخاص – القلب النابض والركيزة الأساسية

لا يمكن لأي فريق أزرق أن ينجح بدون عنصر بشري مؤهل يمتلك المهارات اللازمة لأداء المهام والتفاعل بفعالية مع العمليات والأدوات، فالعنصر البشري هو قلب وروح الفريق الأزرق ولا يمكن تعويضه بأي تقنية أو إجراء إداري.

عملية اختيار الأشخاص تُعد من أهم خطوات بناء الفريق ويجب أن يكون الأفراد قادرين على العمل تحت الضغط ويتمتعون بذكاء عالي ومهارات تواصل قوية مع عقلية تطور مستمر.

الجودة هنا تتفوق على الكمية — فوجود شخص واحد يتمتع بالدافعية والمعرفة يمكنه أن يُحدث فرقاً كبيراً في الفريق.

المحلل على شكل حرف “T”

المحلل المثالي هو من يُعرف بـ”الشخص على شكل حرف T”، كما ورد في كتاب Ten Strategies of a World-Class Cybersecurity Operations Center

وهو الشخص الذي:

  • يمتلك معرفة عامة واسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
  • لديه القدرة على التخصص والتعمق في مجال تقني معين مثل التحليل الجنائي الرقمي أو هندسة البرمجيات الخبيثة.
  • يمكنه كتابة الأكواد وقراءة وتحليل البرمجيات وإعداد تقارير تحليلية مفصلة.
  • يملك طاقة إيجابية تحفّز باقي الفريق، فـالموهبة تجذب المواهب.

منصة Cyberpedia التعليمية:

انطلاقاً من أهمية العنصر البشري، نعمل في منصة Cyberpedia التعليمة على تدريب وتأهيل الكفاءات عبر المعسكرات الاحترافية المتخصصة
هدفنا هو بناء قاعدة قوية من المحللين والمختصين العرب القادرين على قيادة مراكز العمليات الأمنية SOC باحترافية والمساهمة الفعالة في أمن الفضاء السيبراني العربي.

ثانياً: العمليات – خارطة الطريق لكل عضو في الفريق

العمليات داخل مركز SOC تحدد المهام اليومية لكل عضو بالفريق: ماذا يفعل؟ كيف؟ ومتى؟
تشمل العمليات كل ما يتعلق بالاستجابة للحوادث والتحليل الجنائي و التعامل مع التنبيهات و إدارة التهديدات والتوثيق.

في المؤسسات الكبيرة، يمكن تخصيص أدوار معينة مثل جمع معلومات التهديدات (Threat Intelligence) أو الهندسة العكسية للبرمجيات الخبيثة لمتخصصين، أما في المؤسسات الصغيرة فيكون من الضروري أن يتحلى الأفراد بالمرونة لتبديل “القبعات” بحسب الحاجة.

دور الإدارة:

مدراء مركز SOC لا يقتصر دورهم على الإشراف الإداري فقط، بل يعملون كـ “جدار حماية ثنائي الاتجاه”:

  • يمنعون تشتيت الفريق بالطلبات العشوائية من الإدارة العليا.
  • ينقلون النجاحات والمشاكل المهمة للقيادة بطريقة مختصرة وفعالة.
  • يساعدون على تحديد الأهداف وضمان استمرار تركيز الفريق على المهام ذات الأولوية.

ثالثاً: التكنولوجيا – المُمكِّن لا البديل

التكنولوجيا في مركز SOC لا تُعتبر بديلاً عن المحلل البشري، بل أداة تمكّنه وتُحسّن من أدائه.
من أنظمة كشف الاختراق (IDS)، إلى أنظمة إدارة التنبيهات، إلى أدوات التحليل الجنائي الرقمي — التكنولوجيا تسمح لنا بالتعامل مع كميات هائلة من البيانات وتحليلها بكفاءة ولكن، إذا كانت الأدوات قادرة على استبدال المحلل، فغالباً ما يعني أن دوره كان روتينياً ويمكن أتمتته، وظيفة المحلل الأساسية هي التحليل، التفكير، واتخاذ القرار — وهي مهام لا تُنفذها الأدوات

تنظيم فريق SOC: الأدوار، المستويات، والمسؤوليات:

يتم تنظيم فرق SOC عادةً ضمن هيكل هرمي يتضمن ثلاثة مستويات رئيسية:

المستوى الأول (Tier 1):

مخصص للمبتدئين، يشمل فرز التنبيهات، جمع البيانات الأولية، وتقديم التقارير الأولية وفي هذا المستوى تكون أدوات الوصول محدودة وذلك لضمان السيطرة على العمليات وتقليل الأخطاء.

المستوى الثاني والثالث (Tier 2 و Tier 3):

مع اكتساب المحللين الخبرة والمعرفة يتم ترقيتهم للمستويات الأعلى حيث يُتاح لهم التعامل مع مهام تحليلية أكثر تعقيداً، مثل:

  • التحليل الجنائي للذاكرة.
  • الهندسة العكسية للبرمجيات الخبيثة.
  • التفاعل المباشر مع التهديدات المتقدمة.

هذا التسلسل يضمن تطوير مهارات الأفراد وتحفيزهم للاستمرار في العمل والتقدم داخل الفريق

فهم الأدوات والبيئة التشغيلية:

أحد أهم التحديات التي يواجهها المحللون الجدد في مراكز العمليات الأمنية SOC هو فهم العلاقة بين الأدوات المختلفة، لذلك نبدأ دائماً بشرح كل نظام بشكل مبسط ومجرد.

مثال: نظام كشف الاختراق (IDS)

  • المدخلات: حركة البيانات في الشبكة.
  • المعالجة: مقارنة مع أنماط وتوقيعات معروفة.
  • المخرجات: تنبيهات تُعرض على الفريق الأمني.

بمجرد أن نفهم وظيفة كل نظام على حدة، يصبح من السهل إعادة تركيب المشهد الكامل لفهم بيئة SOC بشكل شمولي

في النهاية:

بناء مركز عمليات أمن سيبراني SOC ناجح يبدأ من الداخل والنجاح في بناء مركز عمليات أمنية لا يعتمد فقط على التكنولوجيا المتقدمة، بل على التكامل الحقيقي بين الأشخاص المدربين والعمليات الواضحة والأدوات الفعالة.

إذا كنت تتطلع لبناء أو قيادة فريق SOC احترافي، فابدأ من الأساس: ابنِ الفريق، نظّم العمليات، واختر الأدوات بعناية وإذا كنت تريد التعرف على استراتيجيات بناء فرق SOC فعالة أو كنت ترغب الحصول على عمل في مجال الأمن السيبراني في الفريق الأزرق فأنصحك بالاستعداد للإنضمام لمعسكر الفريق الأزرق الذي سيتم الإعلان عنه قريباً ضمن منصة Cyberpedia التعليمية المعسكر الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي لفهم الأدوات والخطط وأفضل الممارسات العملية لبناء فريق SOC قادر على التعامل مع الهجمات والتهديدات الأمنية المستمرة.

Related posts

Leave a Comment